بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين
وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلـى يوم الدين اما بعد :
عن جابر بن عبدالله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال
{ أعطيت
خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً
وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل
قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة} [متفق عليه].
* وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
{فضلت
على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم. ونصرت بالرعب. (وفي رواية مسيرة
شهر). وأحلت لي الغنائم. وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا. وأرسلت إلى الخلق
كافة. وختم بي النبيون}
[متفق عليه].
1_إلقاء الرعب في قلوب الكافرين:
قال الله عز وجل عن بني النضير: (هُوَ
الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ
دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا
أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ
مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) (الحشر:2).
2_جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا:
عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ قَالَ : كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى
أَبِي الْقُرْآنَ فِي السُّدَّةِ ، فَإِذَا قَرَأْتُ السَّجْدَةَ سَجَدَ ،
فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَتِ أَتَسْجُدُ فِي الطَّرِيقِ ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ ؟
قَالَ
: " الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ " ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : "
الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى " ، قُلْتُ : كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : "
أَرْبَعُونَ عَامًا ، ثُمَّ الْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ ، فَحَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ " [ أخرجه مسلم ] .
3_أحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي:
إن
هذه الأمة هي أكمل الأمم عقولاً وأرسخهم إيمانًا، وأعظمهم توحيدًا
وإخلاصًا، وأرغبهم في الآخرة، وأزهدهم في الدنيا- أباح لهم الغنائم وكانت
إباحة الغنائم قبيحًا في حق من قبلنا؛ لئلا تحملهم إباحتها على القتال
لأجلها والعمل لغير الله، فتفوت عليهم مصلحة الإخلاص التي هي أعظم المصالح
قال الله تعالى{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ } [الأنفال: 1].
وقال تعالى{ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّبًا }
وقال عز وجل{ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ } [الأنفال: 41] .
4_أعطيت الشفاعة:
أفراد مسلم من حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
{أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة }
وفي أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم –
أنه قال: {أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع }
5_بعثت إلى الناس كافة:
قال الله تعالى (وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلاّ ذكر للعالمين) سورة يوسف: 104.
وقال تعالى ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) سورة الفرقان: 1
وقال كذالك ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون)سورة سبأ: 28.
6_أعطيت جوامع الكلم:
وهو الكلام المفيد المختصر الذي يدل على أكبر المعاني بأقل الألفاظ
والوصول إلى المطلوب بأقصر الطرق وأوجزها
كيف لا وهو قد أوتي جوامع الكلم وملك نواصي الألفاظ والمعاني،
تنساب الألفاظ من بين شفتيه الكريمتين انسيابًا فكأنما اختيرت اختيارًا
وانتقيت انتقاء فيعيه من سمعه دون مشقة أو عسر
وكان - صلى الله عليه وسلم - «ينفر من طول الكلام والالتواء فيه»
كما صحَّ عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كان - صلى الله عليه وسلم - يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك» رواه البخاري ومسلم.
ونختم بهذه الفضائل:
أنه - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين وخير الخلائق أجمعين وهو سَيِّد ولد آدم،
وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافعٍ وأول مشفع وأول من يقرع باب الجنة،
وهو أكثر الأنبياء تبعًا، وأعطي جوامع الكلم،
وصفوف أمته في الصلاة كصفوف الملائكة.
وكان لا ينام قلبه، ويرى من وراء ظهره كما يرى من قدامه
ولا يحل لأحد أن يرفع صوته فوق صوته، ولا أن يناديه من وراء الحجرات،
ولا أن يناديه باسمه فيقول: «يا محمد» بل يقول: «يا نبي الله، يا رسول الله» ،
ويخاطبه
المصلي بقوله: «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته»، ولو خاطب
آدميًا غيره بطلت صلاته، ويلزم المصلي إذا دعاه أن يجبيه وهو في الصلاة،
ولا تبطل صلاته.
وأمته
أفضل الأمم، وأصحابه خير القرون، وأمته معصومة من الاجتماع على ضلالة،
وشريعته مؤبدة وناسخة لجميع الشرائع، وكتابه معجز محفوظ عن التحريف
والتبديل، وهو حجة على الناس بعد وفاته، ومعجزات سائر الأنبياء انقرضت فهو خير الأولين والآخرين،
صلوات الله عليه وسلامه، وعلى سائر النبيين.
منقول بتصرف
هذا والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته