بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( التنفس الطاقي )
يختلف
التنفس الطاقي عن التنفس العادي ، والهدف من عملية التنفس الطاقي هو
القضاء على عملية التنفس العادية التي يقوم بها الإنسان بطريقة لاإرادية
وإحلال التنفس الواعي الإرادي محلها .
ويتميز الإنسان بأن له القدرة
على السيطرة على التنفس وتحويله من حركة لاإرادية إلى حركة نصف إرادية ،
وذلك بالتحكم في عضلات الصدر والبطن والحجاب الحاجز .
وفن التنفس الطاقي يعلمنا كيف نسيطر على طريقة التنفس ونرجع بها إلى التنفس الطبيعي الذي يمنحنا القوة والصحة .
الطاقة الحيوية أو البرانا ( Prana ) :-
يقول
بعض العلماء أنه علاوة على الغازات الكيميائية المعروفة في الأثير توجد
مادة أخرى لا ترى ولم يمكن حتى الآن إثبات وجودها تسمى البرانا ( Prana )
ومعناها القوة الحيوية الكائنة في الأثير ، وهذه القوة إذا استطاع الإنسان
أن يتنفس أكبر كمية منها فإنها تجدد نشاطه وتكسبه الصفاء الروحي والذهني .
نظرية التنفس :-
التنفس
كظاهرة علمية له وجهان ، وجه ظاهر وآخر باطن ، أما الوجه الظاهر فهو ما
نراه من الناحية الميكانيكية وما يتبع ذلك من الناحية الفسيولوجية ، وأما
الوجه الباطن فهو يعتمد أساساً على وجود ما يسمى بالبرانا ( Prana ) في
هواء الأثير الذي نتنفسه ، وتعتبر البرانا الطاقة التي تمد الجسم بالحيوية
والعمل وهي لازمة وضرورية وبدونها يسود الخمول والكسل والمرض أفراد المجتمع
، كما تعتبر هذه المادة أيضاً مصدراً للطاقة في الكون المحيط بنا ، ويعتبر
العلماء أن البرانا مادة تفقد وتكتسب ، ونحن نفقدها عند القيام بأي عمل من
الأعمال ، وكما نفقد البرانا فإننا أيضاً نكتسبها سواء كان ذلك بعلم منا
أو بدون علم ، ونحن نستطيع أيضاً أن نتحكم في كمية البرانا التي نكتسبها
وذلك عن طريق تنظيم تنفسنا ، فكلما زادت كمية الهواء الداخلة إلى جسم
الإنسان كلما زادت كمية البرانا التي تمد مراكزه العصبية بالقوى الحيوية
وكلما زادت بالتالي حيوية الجسم ونشاطه ، وعلاوة على ذلك فإن كمية البرانا
الزائدة عن حاجة الجسم يمكن اختزانها إلى حين الحاجة إليها ، فالطريقة التي
نتنفس بها تؤثر مباشرة على صفائنا الذهني وتطورنا البدني .
لو
راقبنا من أصابه هم أو مكروه فسوف نجده يتنهد ، ومعنى ذلك أنه ينال قسطاً
من البرانا أكثر مما تعود أن يفعل في شهيقه العادي . أليس في ذلك دليل على
أن الهواء يمدنا بروح من الطاقة تساعدنا على احتمال الهموم واجتياز الأزمات
؟
يكاد يكون التنفس هو حلقة الوصل بين الجسم والعقل ، فإذا أصيب
الجسم بالمرض أو أحس بالألم أو انتابته الحمى أو عسر الهضم أو الصداع تغير
عمق التنفس واتساقه ، وكذلك الحال حين يكون الإنسان مضطرباً أو حزيناً أو
قلقاً أو سعيداً أو مسترخياً ، ولذلك كان التحكم في التنفس وسيلة لتحقيق
الاسترخاء والسيطرة على حالة الجسم والعقل والروح معاً .
الطريقة الصحيحة للتنفس :-
نحن نتنفس تنفساً سطحياً لأننا نستخدم الجزء الأعلى من الرئة فحسب ، وعلى ذلك لا يكون تنفسنا عميقاً ولا باعثاً على النشاط .
الرئة
مثلها مثل المعدة تستطيع أن تستوعب أكثر بكثير مما نقدر ، وبينما نجد أكثر
الناس حريصين على امتلاء المعدة ربما إلى حد التخمة ، فليس بيننا إلا
القليل الذي يحرص على امتلاء رئتيه بالهواء إكسير الحياة .
لو
راقبنا تنفسنا فربما نلاحظ أن حركة جدار الصدر تكون معدومة بسبب قلة كمية
الهواء الذي نستنشقه في الشهيق ، كما أن جدار البطن قد لا يتحرك مطلقاً ،
ثم إننا إذا حاولنا أن نتنفس بعمق فسوف يرتفع الصدر والكتفان بينما تنضغط
البطن إلى الداخل ، وهذه طريقة خاطئة للتنفس . فما هي الطريقة الصحيحة
للتنفس ؟
يتم التنفس طبيعياً عن طريق المعدة ، ولو راقبنا شخصاً
نائماً أو متمدداً على سجيته ولاحظنا طريقة تنفسه لوجدنا أن معدته ترتفع
عند الشهيق وتنخفض عند الزفير ، لذلك يجب أن يتم التنفس بالطريقة الطبيعية
أي عن طريق المعدة ، فعندما نستنشق بعمق فلندفع المعدة إلى الأمام ثم نبدأ
بملء الرئتين بالهواء من أعلى إلى أسفل ، ويساعدنا على ذلك تمدد المعدة
وبسطها للخارج ، وعند الزفير فينبغي أن نجذب المعدة إلى الداخل ونطرد
الهواء تدريجياً بأن نضغط على الرئتين عن طريق المعدة حين نقبضها إلى
الداخل .
التنفس الصحيح هو أن تجعل الهواء يدخل حتى يصل إلى قاع
الرئتين ، لذلك ينبغي أن نترك تجويف البطن يتسع إلى آخر ما نستطيع ، ثم
نجعل ضلوع الصدر تنفتح وكأنها مروحة ، وأخيراً نرفع صدرنا ولكن دون أن نرفع
كتفينا ، وسوف نكتشف أن الرئة قد استوعبت بهذه الطريقة كمية من الهواء
أكثر بكثير مما اعتادت أن تستوعبه ، والآن فلنحاول أن نكتم النفس بضع ثوان ،
وبقاء الهواء فترة قصيرة بداخل الحويصلات الهوائية في الرئتين يجعل
جدرانها تتمدد ، ويدربها ويمنحها مزيداً من القوة ، فتتسع تلقائياً لمزيد
من الهواء حتى يتحقق الوصول إلى التنفس السليم .
وعندما نطلق الزفير
بعد فترة تتراوح بين ثلاث ثوان وستين ثانية أو حتى أكثر ، فلندع الهواء
ينطلق بأكمله حتى آخر زفرة من الهواء المستعمل لنفسح مكاناً للهواء النقي
إكسير الحياة ، وبذلك فإن إطلاق الزفير لا يقل أهمية عن مهمة الشهيق .
حذار
من التمادي أو الإرهاق ، فمن الضروري أن نتناول كل عمل جديد باليسر في
بدايته ، وسوف يصبح بإمكاننا أن نتكيف مع التنفس دون إرهاق إذا تمت
تدريباته بتمهل وشيئاً فشيئاً .
قد نشعر بالدوار في البداية أو ببعض
الألم في الرئتين وفي الضلوع والصدر ، إلا أن هذا هو إنذار لأننا ربما
قسونا على نفوسنا أكثر مما يجب ، أو لأننا لم نتعود بعد على هذا المفعول
المضاعف لإكسير الحياة فكانت الجرعة أكثر مما ينبغي .
ما الذي يجب عمله ؟
ببساطة
شديدة عليك أن تشعر أنك تتنفس ، من الصباح إلى المساء ، عند ذهابنا إلى
العمل أو رجوعنا منه ، والفترة المخصصة للطعام ، وفترات الراحة ، وأثناء
صعود السلم ، أو الذهاب من حجرة إلى أخرى ، أو من قسم إلى آخر ، وحين نجلس
إلى مكاتبنا ، أو حين نطالع ، أو نكتب ، أو حين نمشي .
يجب علينا
كلما خطر ذلك ببالنا أن نتنفس بمعدتنا بعمق وإدراك تام لما نفعل ، عند
الشهيق ندفع المعدة إلى الخارج ، وعند الزفير نعصرها إلى الداخل ، وحتى عند
الخطابة أو الحديث فإننا إذا واصلنا التنفس عن طريق المعدة فسنجد أن
بإمكاننا رفع صوتنا رناناً جهورياً حتى يصل إلى أبعد أركان أية قاعة فسيحة .
قل
لنفسك : " لا بد أن أشعر أنني أتنفس " ، وشيئاً فشيئاً ستجد أن هذا التنفس
لم يعد لا إرادياً بل أصبح واعياً تماماً ، ولا تقل أبداً أن المشاكل
اليومية تجبرك على التنفس اللا إرادي ، فبعد بضعة أيام من التدريب سوف
تكتشف أنك تشعر فعلاً أنك تتنفس وأنت تقرأ أو تكتب أو تتحدث مع غيرك .
ما الذي سوف تستفيده ؟ إنه إحساس بالراحة والسيطرة على النفس ، إحساس أنك تحيا بعمق أكثر وفي صحة جيدة .
التنفس
المنتظم لا بد أن يكون تمريناً خالصاً للاسترخاء والوعي بالذات ، ركز على
ما تفعله ، وعود نفسك على أن تتنفس في صمت وبدون صوت من الأنف ، وأنصح بعدم
ممارسة تمارين التنفس قبل النوم لما لها من تأثير منشط على الجسم ولا
تساعد على النوم .
ويستحسن مهما كان نوع التمرين أن تتجنب الإجهاد ،
فلا تدفع نفسك دفعاً ، وإذا عددت مرات التنفس العميق فستجد أن هذا العدد
يزداد بالتدريج كلما تقدم بك الوقت ، وذلك دون أن تجهد نفسك .
وأنا
واثق أنك إن أوليت هذا الموضوع ما يستحقه من العناية فسوف تشعر بأهمية هذه
التمرينات ، وسوف لا تنظر إليها على أنها موضوع ثانوي ، كما أنك سوف لا
ترضى بأن يكون تنفسك كيفما اتفق ، كما أنني على يقين من أنك إن ثابرت على
تمرينات التنفس العميق لشهور قلائل حتى يصبح تنفسك نشطاً لا يعتوره الخمول
فسوف تستفيد من ذلك فائدة تلازمك مدى الحياة .
سوف تشعر بالحيوية والنشاط بعد أن كنت نصف حي ، وسوف تستمتع بالصفاء والراحة بعد أن كنت عصبياً متوتراً .
فوائد التنفس العميق :-
التنفس
هو الذي ينشط الدورة الدموية ، وينقي الدم من جميع الشوائب ، ويساعدنا إلى
حد كبير على التحكم في وظائف الجسم والتخلص من الأمراض البسيطة مثل التهاب
الحلق والسعال والزكام والصداع ، كما يساعدنا على التغلب على بعض الأمراض
النفسية مثل الاكتئاب والقلق والخوف ، كما أنه يعيد إلينا النشاط والحيوية ،
وينمي في أنفسنا شعوراً بالهدوء والسكينة والسعادة والتآلف مع كل شيء
حولنا .
كيف تقاوم الاكتئاب والخوف والقلق :-
هناك حقيقة
هامة يجب أن نعرفها ، وهي أنه في أثناء الحالات العاطفية المصاحبة
للاضطرابات العصبية يكون التنفس سطحياً كما في حالات الاكتئاب ، وبالمثل
يكاد يتوقف التنفس عند الخوف الشديد .
ويعتبر الخوف والقلق
والاكتئاب من أشد أنواع الشرور التي يصادفها الكثيرون ، وهنا نجد علاقة
قوية بين العقل والجسم ، فالاكتئاب أو انقباض النفس يجعل التنفس سطحياً ،
وإذا حاولنا أن نجعل التنفس عميقاً فإن الانقباض يبدأ في الزوال ، والشخص
الذي تعود التنفس العميق الكامل يكون أقل تعرضاً للإصابة بنوبات الاكتئاب .
وعليك
أن تحتفظ بتنفسك عميقاً كاملاً حينما تضطرب مشاعرك نتيجة الخوف والقلق ،
وذلك كما في المقابلات الهامة وعند زيارة الأطباء وعند الامتحانات التي
تؤدي عادة إلى الشعور بالقلق ، وحيث يصاب الإنسان بالتوتر العصبي المصحوب
بالتنفس السطحي .
وإذا لم يكن في استطاعتنا إبعاد الخوف والقلق فلا
أقل من تخفيف حدتهما ، والتنفس العميق يخفف من حدة التوتر ، وبذلك تصبح
المشاعر السالبة أضعف مما كان متوقعاً .
لذلك يجب أن تمارس تمارين التنفس العميق يومياً ، وأنسب الأوقات لتأدية هذه التمرينات هي في الصباح قبل تناول الإفطار .
العمل العقلي يتطلب التركيز بالتنفس العميق :-
عندما
يتطلب عملك العقلي شيئاً من التركيز ، فالتنفس السطحي يؤدي إلى بطء الدورة
الدموية ، وهذا يؤدي بدوره إلى ضعف التركيز حتى يصبح صعباً ، كما يصبح
العمل مملاً ، ولا يصبح العمل العقلي نفسه مجهداً إلا إذا أصبح مملاً .
ويجب أن يكون تنفسك حراً كاملاً عندما تقوم بأي عمل عقلي ، وكلما كانت الأعمال التي تقوم بها صعبة وجب أن يكون تنفسك عميقاً .
وبعض
الأعمال اليدوية تؤدي إلى الشعور بالملل والضيق لأنها تؤدي إلى ضعف التنفس
، وهذه الحالة شائعة جداً كما في حالة رفع الأثقال ، أو حينما يستلزم
العمل الانحناء ، ويجب في مثل هذه الأحوال أن يكون التنفس حراً مستمراً
بقدر المستطاع .
منقول للامانه
واسف على اتطويلالموضوع الأصلي : اتنفس الطاقي الكاتب : مرتاح بهجرك المصدر : منتدى أشهار