لتمام الرضـا وعدم الإنشغال بكل ماتشتهيه النفس

لتمام الرضى وعدم الأنشغال بكل ماتشتهيه النفس

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان انشغال النفس بالتوافهـ لهو امر كان احرى بالعاقل الوقوف عنده والتفكر بشأنهـ

انها بأي شيء تُشغل وانها تبحث عن شغلها وتعبها وينبغي لعاقل التفطن واراحة نفسه من عناء

شغلها وطول تعبها وبحثها عنه بأي طريقه !

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو
يعظه : اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل
فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/203

خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

فأنظر الى عموم الناس وما قد اشغلوا به وانك ان رأيت ذلك وجدت

العجب العجاب وامر يجعلك تُخرس من الكلام فتجدهم يشغلوا بالمال ومايجنيه

وتجد من لايملك المال حزينا عبوسا متسخطا .

اتراك ما علمت ان الصحة اغلى واعظم وهل ينبغي لعاقل اذا خير بين كنوز الدنيا

والصحه ان يحتار ! لا بل لايحتار في هذا الأمر مجنون وايضا لايجلب لك التسخط وعدم الرضى الا المرض اتراك ماعقلت هذا

قلت لأحد رفاقي ذلك فقال لي لا ليس الصحه بل الم الضرس لايقارن بجميع الأموال !

ومنا ايضا من ينتظر حصوله على المال وينتظر اخر الشهر لتنزل الرواتب ويعيش عدة ايام ثم يموت باقي شهره !

هذا بشأن المال وقس عليهــ باقي الهموم البشريه المتفاوته

- من أصبح آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده طعام يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا

الراوي: عبيدالله بن محصن الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 230

خلاصة حكم المحدث: حسن

ثم ايضا انظر لما لديك ولايشغلك نصف الكوب الفارغ عن الممتلئ

انظر لنفسك ولأسرتك وعش بسعاده فليس اليوم يعوض وليس قربهم منك اليوم يدوم !

واحيانا عندما تذهب النفس وتنشغل بهذه الأفكار

يكون تلاوة كتاب الله خير معين على تجميع ما تشتت من الهم وايضا خير معين للرجوعك لطريق الراحه

والطمأنينه والعيش بسعاده بعيدا عن التفكير والتسخط الذي ينقص من قدرك في الدنيا والأخره

وايضا هناك امور ينبغي صرف انشغالك عليها بدلا من التفاهات كالصحه والعلم والمسؤليه وعظائم الأمور

ثم لتغتنم فترات صحتكــ فأن الأنشغال الدائم لايعود بالخير عليها ولايزيدك الا مرضا وتشتتا

ولتحاول ولاتيأس مرات ومرات حتى تصل للرضى

وايضا لاتشغل نفسك تماما بأي امر بحيث ينسيك العباده فأجعل للعباده وقتها الذي لايؤجل

وانتبه من زيادة الأمل وتأجيل العمل والتوبه

فأن الألم ينسي العافيهــ

و

العافيهــ تنسي الألم

سلسلهـ غريبه لمتأملها

المضحك ان اعظم الم ينسيك تمام العافيه هو الم الموت ولو عدت لنسيتهــ وعدت لما كنت عليه من سوء

فالله الله في التزود في كل وقت وعدم الأنتظار وتأجيل العمل فأنه لغير موعد يأتيك الأجل

ولنعلم ان لقاء الله قريب وكما قال ابن القيم في كتاب عدة الصابرين فيما معناه

مافي الدنيا كلها من متعه لو اوتيتهــ من لدن ادم عليه السلام الى قيام الساعه

لايعدل متعة وراحة معية الله الخاصه

وايضا كما قال ابن الجوزي

والله اف للدنيا لا بل للجنه ان اوجب نيلها اعراض الحبيب

انظر لما قال فهو ابلغ من ان اعلق عليه لم يقتصر على متاع الدنيا فقط بل والجنه !

فالمكتوب لك ستلقاه وايضا ما انت فيه من انشغال قد كتب فعليك حتى وانت مشغول بالعمل واحتساب الأجر في عملك وانشغالك

ثم هل اذا وجدت لك الدنيا بأسرها وبكل ماتشتهيه نفسك الضعيفه هل تستحق هذه الحقيره ان تفوتك بسببها الآخره !

هذا ماتيسر لي واعوذ بالله ان امر الناس بالبر وانسى نفسي

وانما هي محاولات لعلها تنفعني اولا وتنفعكم ولعلنا جميعا نستدرك انفسنا قبل انشغالها بكل تافه

كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..