بسم الله الرحمن الرحيم
قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس
الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس
هذه السورة امر الله -جل وعلا - نبيه - صلى الله عليه وسلم -ان يستعيذ
به -جل وعلا - بثلاثة من اسمائه، ومعنى ذلك : ان يلتجىء الى الله -تعالى -
ويعتصم به لان الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام.
قل اعوذ برب الناس وهذا
امره بان يستعيذ به بوصف الربوبية، وخص الناس بالذكر هاهنا، وان كان -جل
وعلا - رب العالمين ، الا انه -جلا وعلا - خصهم - هاهنا - لشرفهم من جهة،
ولان النبي - صلى الله عليه وسلم- مخاطب بذلك ، وهو داخل في الناس من جهة
انه -صلى الله عليه وسلم- قد لا يظن ان المماثل له، او قوله -جل وعلا- : اعوذ برب الناس ذكرهم لشرفهم، واما المعنى الاخر فلا يتاتى هاهنا.
وقول الله : ملك الناس اي :
ان الله -جلا وعلا- امره ان يستعيذه -ايضا- باسم من اسمائه، وهو انه-جل
وعلا- ملك الناس، وهذا يدل على انه يستعيذ بمن له الامر والنهى لان الرب
هو المدبر الذي يخلق الاشياء، والملك من صفاته انه يكون امرا ناهيا.
فالله هو الذي يملك الاشياء وهو الذي يامر وينهى.
اله الناس وهذا
اسم ثالث لله -جل وعلا- اي: معبودهم ، فهم لا يلتجئون ولا يعتصمون الا لمن
بيده تدبير السماوات والارض، ولمن له الامر والنهي، ولمن هو مستحق للعبادة
-جل وعلا
من شر الوسواس الخناس اي
: تستعيذ بالله باسمائه وصفاته من شر الوسواس الخناس والوسواس هو
الموسوس، واصل الوسواس هو الصوت الخفي، ويطلق - ايضا - على ما لا صوت له
كما في وسوسة الشيطان، واما وسوسة شياطين الانس فانها قد تكون بالصوت
الخفي.
وقوله -جل وعلا- : الخناس الخناس: هو الذي يظهر ويختفي، فالشيطان من صفته انه يذهب ويختفي، ويوسوس على الانسان.
تحياتي
اخوكم : فهد الهاجري